تقديم الجماعة

1 .الجغرافيا والبيئة
1 .1 . الموقع الجغرافي وتاريخ المدينة
وسط المغرب على بعد 70 كلم من ² تقع مدينة سطات الممتدة على مساحة 30 كلم مدينة الدار البيضاء من جهة الجنوب، و 166 كلم من مدينة مراكش من جهة الشمال. و تمتد على ضفاف واد بن موسى الذي يخترق المدينة من الشمال إلى الجنوب، مشكلا بذلك ممرا طبيعيا بين الشاوية العليا والشاوية السفلى. ويرجع أصل المدينة إلى وجود عين متفجرة على الضفة اليمنى للواد استغلت قديما كمحطة للاستراحة بالنسبة للمسافرين المتوجهين إلى مراكش أو إلى جهات أخرى.
الشكل 2 : الموقع الجغرافي لمدينة سطات
وتعززت وظيفة الربط هاته مع تشييد السلطان المولى إسماعيل قصبة بجوار عين سطات في نهاية القرن السابع عشر , ضمن سلسلة القصبات التي أقامها لضمان الأمن و الاستقرار بالسهول الأطلنطية الوسطى. وكان لتشييد هذه المعلمة دور كبير في نشأة وتطور المدينة بتوفيرها الأمن للمسافرين، وخصوصا التجار، اللذين يضطرون إلى عبور طرفي الشاوية في اتجاه الجنوب (مراكش )ونحو الشمال (الدار البيضاء) وكذا ارتفاع مستوى جاذبيتها مما أدى إلى تطور التجارة وأنشطة أخرى بها .
كما أن تشييد القصبة أعطى لسطات في وقت مبكر وظيفة إدارية باتخاذها مقرا للقواد الذين حكموا الشاوية الداخلية. وستشهد المدينة انطلاقة جديدة لتوسعها و نموها خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر مع تطور المبادلات بين المغرب و أوروبا ، إذ انتصبت كمركز تجاري النظر إلى إمكانياتها الفلاحية , و جلبت العديد من التجار اليهود و الأمازيغ , وتعززت هذه المكانة مع الاحتلال الفرنسي الذي أحيى دورها كمركز عسكري لمراقبة الشاوية الداخلية والمحور الطرقي بين الساحل والداخل، لتوفير الحماية للمعمرين الذين جذبتهم خصوبة الأراضي.
في ظل هذه الظروف، عززت سطات دورها كعاصمة لجهة الشاوية بشكل فعال، مما كان له أثر ايجابي على الحياة العمرانية و الاقتصادية بها.
2.1.المصادر الطبيعية للمدينة
الجغرافيون عادة باستعمالات المجالات من حيث مساحتها و توزيعها و نوعيتها , و يحاولون تفسير العلاقة الموجودة بين هذه الاستعمالات بهدف تحديد الميزات و الاكراهات المرتبطة بها في المدينة .
تشبه مدينة سطات المدن الأخرى في المغرب من حيث أنها توفر عدة خدمات من خلال قيامها بمهام جديدة متعددة وموزعة بين الاقتصادية والاجتماعية، يمكن اختصار الاستعمالات المختلفة للأرض بها على الشكل التالي :
1. 2. 1 الموارد المائية
تعتبر الموارد المائية الباطنية للمدينة ضعيفة بسبب الطبيعة الهيدرو جيولوجية، إلا أن المنطقة تتميز بوجود حوضين مائيين:
- الأول هو الحوض المائي للشاوية مع الفرشة المائية لمدينة برشيد، التي تمتد على مساحة
1500 كلم2 جنوب مدينة الدار البيضاء، والفرشة المائية الساحلية الممتدة على مساحة 1250 كلم2 على الساحل .
- الثاني هو الحوض المائي أم الربيع ذو الفرشة الباطنية الرئيسية Turorien الممتدة على مساحة 1000 كلم2 وتعرف عجزا يقدر بحوالي 21 مليون متر مكعب في السنة، وفرشة خميسات الشاوية التي تمتد على مساحة 800 كلم2 تقريبا.
و بهذا , تزود المدينة بعدة موارد مائية تؤمن 100% من حاجياتها من الماء كعين سطات بوسط مدينة سطات و المياه المستخرجة بالحفر بسيدي العيدي ,وسد الدورات . وإذا كانت كل الأحياء الجديدة مربوطة بشبكة المياه الصالحة للشرب، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لأحياء ، أخرى قديمة (نزالة الشيخ مثلا) حيث أنه حسب آخر إحصاء للسكان والسكنى لسنة 2004 فإن 15.4، % من الأسر لازالت تستعمل مياه الآبار، و 42.4 % تستعمل مياه السقايات و أسر أخرى تستعمل في نفس الآن مياه الآبار و مياه الشبكة التي تزودهم بها RADEEC (خصوصا الفيلات في الأحياء الجديدة).
وبالرغم من التزايد الديمغرافي الذي عرفته المدينة في السنوات العشرين الأخيرة، فإن الطلب على الماء لم يتأثر بسبب توسيع شبكة ومصادر التزود، لكن هذا الوضع مرشح لأن يتعرض للخطر بالنظر إلى التقلبات المناخية والحالة التي توجد عليها الموارد المائية الباطنية.
فيما يتعلق بالمياه السطحية ، هناك واد أم الربيع الذي يشكل الحد الجنوبي لإقليم سطات، والذي شيدت عليه أربعة سدود هي: سد المسيرة بقدرة ملأ تبلغ 2.800.000.000 متر مكعب، سد الدورات بقدرة 26.000.000 متر مكعب، سد إمفوت بقدرة 25.000.000 متر مكعب وسد سيدي معاشو. بالإضافة إلى عدة سدود أنجزت بالمنطقة (سد تامدروست و سد الفقرة و سد بوكركوح وسدين بدائرة ابن أحمد) وهذه السدود لها أثر فلاحي وآخر سياحي .
2 . 2 . 1 .البيئة وتدبير نفايات المدينة
تنتج مدينة سطات البالغ عدد ساكنتها 142250 نسمة (حسب إحصاء 2014) حوالي 130 طن من النفايات الصلبة في اليوم، ويتم التخلص منها في مطرح يوجد على بعد 7كلم من المدينة على مساحة 20 هكتار، دون احتساب النقط السوداء لوضع النفايات المنتشرة في أرجاء المدينة. وتشكل هذه النفايات خطرا على البيئة وعلى الصحة العمومية، وللحد من هذا الخطر أُنجزت لاختيار موقع النفايات , قام بها مكتب الدراسات EDIG بتكليف من البلدية، من أجل إقامة مطرح خاضع للمراقبة. وتجدر الإشارة إلى أن مصلحة النظافة تُسير في إطار التدبير المفوض من طرف مجموعة شركة . OZONE .
هناك مشكل آخر يطرح نفسه بإلحاح و يتعلق الأمر بالنفايات السائلة الناتجة عن المخلفات المنزلية و المذابح و المحطات الوقود و المصالح الملقاة بها في واد موسى الذي أصبح يشكل مصدرا لتلوث الفرشة المائية والأراضي التي يعبرها إذ لا تعالج محطات تصفية المياه التي أقامتها RADEEC سنة 2015 سوى المياه المنزلية المستعملة، أما المياه الصناعية المستعملة فيتم تصريفها في الطبيعة مما سيؤثر سلبا على البيئة وبالتالي على النشاط الفلاحي للسكان